Thursday, March 31, 2011

عايز حقي

ما أكثر ما روعتنا حادثة قطع أذن قبطي في أقصي الصعيد المصري , والحقيقة ان ما روعنا لم يكن مشهد الأذن المبتورة ولم يكن قدرة هؤلاء المجرمون علي اصطناع الأحداث واستغلال المصائب , ولم يكن أيضاً هو استهتارهم المتناهي بالدولة واجهتزها الأمنية والعسكرية , ولاسيما مع تغليظ عقوبة البلطجة الي حد الأعدام , فهم من قاموا بتسليم ضحيتهم الي الشرطة , فلم يكفيهم ما فعلوه , ولم يحاولوا حتي الهروب بجريمتهم , بل ظلوا واقفين صامدين لا يخشون في الباطل لومة لائم ... عجبي .. لم يروعنا كل هذا ولم تهتز له مشاعرنا الأنسانية , وهذا بالطبع لا لشئ إلا لتفهمنا العميق لماهية تفكير هؤلاء المجرومون السفاحون القتله , الذين تتلوث أياديهم بدماء الكثير من الشرفاء في هذا الوطن و غيره , فهم قد فقدوا بالكلية مشاعرهم الأنسانية وانتمائتهم الآدمية , فتحولوا الي جماعة من أكلي اللحوم البشرية , والمستمتعين بالدماء , فهم لا ينتمون قطعاً الي جنسنا البشري , وربما لم تهتز مشاعرنا الي هذة الحادثة بسبب ما رأيناه  بأم أعيننا من احداث دموية قاموا بها امثالهم من السفاحين في العراق وأفغنستان , فقطع الاذن امراً هيناً بالمقارنة بنحر الرقاب , وثخن الأطراف , او ربما لم نشعر بمأساوية هذا الحادث الصعيدي البسيط علي الضحية القبطية او علي اطفاله واسرته , لأننا لم نذهب يوماً  الي الصعيد  فنظن الصعايدة دول رجالة لا يعرفون الرحمة , - باعتبار ان الرجالة لازم يبقوا وحوش - , ولكن ما هالني بالفعل في هذا الحادث الغريب هومشهد الجاني وهو يضع يده في يد شقيق المجني عليه ويتوسطهما مندوب عسكري يبتسم في حالة  عجيبة من الرضا , وكأنه قد اذاح عن صدره عناء طويل , وقد تحول المجلس العسكري الي " مطيباتي " في غياب صارخ لهيبة الدولة , وأنني أتسائل , هل كان يعرف الجاني انه هكذا سوف تكون النهاية ؟ الأمر الذي ربما شجعه علي الإجهاز علي فريسته دون تردد  في الشارع وفي وسط النهار , وليكن ما يكن , الرجل ذو الأذن المبتورقواد ولا يستحق سوى البتر او النحر او القتل او الرجم ,,,, ولكن ما ذنبي أنا ؟؟ أن اعيش في بلد ليس لها كبير , أين حقي أنا ؟ هذا بالضبط ما نقصده بالحق المدني , لكن هل المجلس العسكري يأبه بالحق المدني ,,, ام فقط الحق العسكري .... الذي من اجله قام بألقاء القبض علي مايكل نبيل سند من بيته بعين شمس ليحاكمة عسكرياً دون الحق في الدفاع عن نفسه , او حتي يلقى مالاقاه غيره من شهرة في الجريدة الرسمية وتتوسط صوره الصفحة الأولي من الاهرام وهو يصافح احد افراد المجلس العسكري , في جلسة صلح عسكرية ... ايييه نهايته , انا عايز حقي من اللي قتلوني لما وافقوا يصلحوني علي اللي دبحوني !!! وقال ايه يحاكموني ويسجنوني .... 

Tuesday, March 29, 2011

YouTube - egypt . صرخة شاب قبطي مسيحي

YouTube - egypt . صرخة شاب قبطي مسيحي

القطب الأخر في فتنة الاستفتاء


اثناء قيامي وشباب من الجماعة الوطنية بحملات توعية في الشارع السكندري لتوعية الناس بأهمية رفض تلك التعديلات في دستور ساقط وفاقداً لشرعيته , متحدثاً للجميع رجالاً ونساءاً مسلمين ومسيحين , مبرراً لهم موقف الإجماع الوطني من رفض تلك التعديلات التي هي اقل من الحد الآدني للتعديلات التي يجب ان تكون في دستور 71 حتي يكون دستور صالح للأستهلاك الآدمي ,و حتي يكون دستور في صالح الشعب وليس الرئيس , سألني شاب مبتسم كان يرتدي تيشيرت شبابي وبنطال جينس اميريكي سؤالاً صريحاً للغاية , أنت مسيحي ولا مسلم ؟؟ فقلت له انا مسيحي و... ولم استطع ان اكمل جملتي فقد قاطعني بعد ان صرف وجه عني قائلاً : "يبقي انا كده مش حاعرف اقنعك خلاص" . فسألته لماذا ؟؟ فقال لي :" لأنكم موجَّهين فأنا مهما اكلمك مش ممكن تقتنع , انا مش عارف انتوا ليه بتعملوا كده ياجماعة !!" , وحينها إضطررت أن أقاطعه وأرفع صوتي قليلاً حتي أستطع ان أوقف تيار الكلمات من فمه , لأفهم ماذا يقصد بالضبط  فقلت له : لماذا تقول هذا ؟ بل علي العكس انا اري انكم انتم الموجهون من قِبَل جماعات السلفيين والأخوان المسلمين , فرد عليا قائلاً : ان البابا بتاعكم بيقول للمسيحيين لازم تروحوا وتقولوا لأ للتعديلات الدستورية عشان متتحولش الي دولة دينية , طب ايه اللي يزعلكم من الدولة الدينية؟! , هو خلاص يعني انتوا بتكرهوا الأسلام ليه كده انا مش فاهم !! , وللمرة الثانية قاطعته ورفعت صوتي قليلاً قائلاً له : البابا شنودة لم يتحدث نهائياً في الموضوع , فقال لي بعنف : "لا تكذب فأنت تعرف جيداً ماذا قال" , قلت له " انا اعرف انه قال للناس كل واحد يدلي بما يراه صحيحاً وان هذا موقف مشرف له ", فقال لي " طب خش اتفرج علي هذا الفيديو ", واجتذبني الي داخل دكانه حيث جهاز كمبيوتر يدخل علي شبكة المعلموات الدولية العنكبوتية , وأذ به يُريني مقطع من فيديو للانبا روفائيل , وهو يحث الناس علي الذهاب الي الأنتخابات هم وكل ذويهم , في محاولة لتعبئة الناس للتصويت ب " لا " , زاعماً ان الأدلاء ب " نعم " سوف يحول مصر الي دولة اسلامية , وهذا ما جعلني اضرب كفاً علي كف ! ولم استطع ان افعل شيئاً , إلا ان اعض في لساني غيظاً من ذلك الروفائيل الذي حول قضية استفتاء علي الدستور الي فتنة طائفية , بين المسلمين والمسيحين , وبعد ان كان هو والبابا بتاعه مع الرئيس مبارك , وبعد ان خرج الرهبان في مظاهرات مؤيدة للرئيس المخلوع , بالمخالفة لما قاله البابا شنودة لعمرو اديب ورولا خرسا , بأن التظاهر مش من أخلاق المسيحين وكأن التظاهر امراً غير أخلاقياً !!, أذ به يقول في هذا الفيديو ان الدستور الحالي سوف يخرج لنا حسني مبارك جديد , طب وكان مزعلك في ايه حسني مبارك يا روفائيل ؟؟ عجبي , وهل في زعمك  , ان " لا " سوف تذهب بالأخوان الي الجحيم , لا وألف لا , لأنه في حالة رفض التعديلات الدستورية , فانه من الضروري عمل دستور جديد , فهل تستطيع ان تقول لي من كان سيضع الدستور الجديد ؟؟ هل كنّا سوف نستورده من ألمانيا مثلاً او امريكا ؟؟ أم كان سوف يتم انتخاب لجنة تأسيسية من مائة عضو من الشعب وللشعب وكانت حتماً سوف تأتي بالإخوان والتيارات الأسلامية , لأنهم موجودون في الشارع , ولا يمكن إقصائهم او إستئصالهم فهم نتاج مجتمعك ايها الروفائيل , ونتاج غيابك وتوالسك انت وشنودة مع النظام الفاسد القديم , الأخوان المسلمين والسلفيين والتيارات الأسلامية كلها , هي من نتاج هذا المجتمع , وهم مصريون اصليون ايها الروفائيل , وليسوا غرباء او غزاة او من روافد الجزيرة العربية , هم سكان اصليون في هذة الأرض المقدسة التي نسكن فيها جميعاً ونقتات من ارضها , ونشرب من نيلها , وعلينا ان نخرج من كنائسنا , لنتحدث اليهم ونسمعهم ويسمعونا , عليك ان تحث الجالسين امامك عن ان يشاركوا في الحياة الأجتماعية والسياسية بعقل ناضج وصدر مفتوح وقدرة علي قبول الأخر والأختلاف والتنوع , أن فكرك الشمولي لا يقل خطورة علي مصر من افكار هؤلاء .
والحقيقة انني لا استطيع سوي ان اكتب هذة الكلمات حتي تخرج من جوفي فاستطيع النوم ,حينئذ ربما اجد ما اقوله لأبنتي عندما تكبر مبرراً لها موقفي من هذة البلاد المهووسة , في محاولة لإراحة ضميري واحساسي بانني قد فعلت شيئاً ولو كتابة مقالاً ربما لن يقرأه سوي مئات ولن يستوعبه إلا عشرات , فأذا كان روفائيل يريد دولة مدنية عصرية فكان لزاماً عليه ان يلتزم بأهم مبادئ الدولة المدنية , فلا وجود لرجال الدين في الدولة المدنية  , كان من الممكن له بسبب ضيق وقته ووقت الأخرين أن يقول ما يريده عبر قناة علمانية , ولكنهم لم يمارسوا من قبل سلوكيات الدولة المدنية , التي ترحب بالأختلاف , وتعطي فرصة اكبر للحوار والعقل , من تلك التي تعطيها للمشاعر والعواطف الجائشة المبنيه علي وعي طفولي غير ناضج , وانني ادعوا علي استحياء كل مسيحي حر ان يثور علي تلك القوة الظلامية التي قبعت في كنيسة المسيح طوال هذة السنوات , ان نثور في وجوههم ونطلب منهم التراجع والعودة الي اديرتهم , ونطلب منهم عدم التحكم في عقولنا وقلوبنا اكثر من هذا , يجب عليهم ان يحترموا عقولنا إن كانوا يريدون ان يحترمونا , يجب عليهم ان يعرفوا اننا لسنا كأغنام البراري , او كبهائم العربخانه , " شي , حا ، هس " , يجب ان يبذلوا مجهوداً اكبر في التحدث الينا وترتيب افكارهم واقناعنا بما يقولون , فقد قال روفائيل في مطلع حديثه هذا , انني اعرف انه لا يصح لي ان اقول لكم هذا ولكن بسبب ضيق الوقت يجب ان اقول لكم ان تدعوا الجميع الي الذهاب والتصوبت ب " لا " في الاستفتاء الدستوري ,  وقد سمع الأقباط حديث هؤلاء الساسة المزيفون , وذهب أغلب الأقباط الي صناديق الأستفتاء , ولكن دون جدوى , هزيمة ساحقة , هل معني هذا ان الدولة الدينية علي الأبواب يا روفائيل , ماهو موقفك الأن أذاً ؟! , هل ذهب الأقباط عن وعي حقيقي بماهية التعديلات او معرفة حقهم في دستور جديد ؟! , هل قرأ الأقباط المواد الدستورية التي تعطي للرئيس حقوقاً إلاهية ؟ , هل عرف الأقباط انه في حالة ظهور نتائج الأقباط ب " لا " سوف يكون لزاماً علي الأمة ان تأتي بدستور جديد عبر لجنة منتخبة من مائه عضو ايضاً كانت سوف تأتي بالأخوان , ما دخل الدولة الدينية باستفتاء الدستور يا روفائيل , ام كنت تتوهم هذا ومعك ملايين الأقباط , لا لشئ إلا لأنك قلت هذا انت وغيرك , ان مشاركة الاقباط في هذا الأستفتاء هي مشاركة منتفخة لا يمكن تكرارها مرة اخري , لماذا ؟ لأن ملايين الأقباط الذين خرجوا لم يخرجوا عن وعي بأهمية المشاركة السياسية المجتمعية او اهمية دستور جديد للأمة المصرية ككل , ولكنهم خرجوا دفاعاً علي الوجود في وجه الاخوان , الذين قالوا نعم , أن هذا السلوك القبطي القديم , وهو رفض كل ما هو اسلامي لا لمضمون ما يقدمه ولكن فقط لأصله الاسلامي , هو ما جعل النظام البائد يتلاعب بمشاعر الاقباط ويداعبها , حين كان يرشح في دائرة ذات اغلبية قبطية عضواً قبطياً من الحزب الوطني , فيذهب الأقباط ليصوتوا لصالح القبطي الذين لا يعرفون عنه غير اسمه , ليس حباً فيه ولكن كرهاً في خصمة الأسلامي , فتتحول معركة انتخابية من معركة برامج الي معركة دينية وفتنة طائفية , ليُهذم المرشح القبطي هزيمة ساحقة امام المرشح الأخواني , في الوقت الذي فيه لو كان المسيحيون استخدموا عقولهم لدقيقة بحثاً عن مرشح اخر ذو برنامج مقبول حتي وإن كان مسلماً  , يؤمن بالأفكار الليبرالية او العلمانية او حتي اليسارية , ليعطوا له اصواتهم , مع باقي اخوانهم المسلمين الذي لهم نفس التوجه , لكان من يمثل الدائرة كلها هو مسلم معتدل , وليس ذلك المرشح الأخواني , ولكن لا حياة لمن تنادي , ولكن الفرق اذن بين الأخوان المسيحيون والأخوان المسلمون , هو ان الأخوان المسلمون أكثر استحقاقاً بالفوز باللعبة السياسية , لأن لقادتهم من العقل والذكاء السياسي ما ليس لقادة الأخوان المسيحيون , ولأنهم دفعوا ثمناً ربما لن تحاول الكنيسة يوماً ان تدفعه , في مواجهة ومعارضة النظام الفاسد , ولهذا اتوجه بهذا المقال لكل قبطي اطلب منه , اما ان يشارك في العملية السياسية او المجتمعية بصفته مواطن مصري , واما ان يظل قابع تحت وطئة الكنيسة وقادتها المُغيبين عن الواقع , حتي تأتي عليه الثورة فتزيحة هو ومن يتبعهم انشاء الله عن قريب.
انطوان نعمان